المحليةالمقالات

ماحدث في حضرموت والمهرة هو تبادل أدوار سعودي إماراتي وإنسحاب سعودي من اليمن

يكتبها : محمد علي الحريشي

من المؤكد أن المحافظات الجنوبية من اليمن تقع تحت الإحتلال السعودي الإماراتي من عام 2015، ومايسمى بحكومة الشرعية هي ديكور فضفاض ودمية لاوجود ولا أثر في المحافظات المحتلة، تحركها المخابرات الأمريكية والنظامين السعودي والإماراتي، ويجعلون منهم شرعية دولية ومجلس قيادة وحكومة وجيش طويل وطابور عريض من السفراء والقناصل والمستشارين والموظفين المقنعين في السفارات اليمنية بالخارج، الذين يبلغ عددهم بالألاف كبطالة مقنعة يقيمون في سفارات اليمن وفي الشقق الفاخرة في عواصم تلك البلدان، وينهبون مئات الملايين من الدولارات، كمرتبات شهرية وعتوات وأجور خيانة وعمالة تصرف لهم من مخابرات تحالف العدوان على اليمن، فهم عملاء ومرتزقة،وخونة خانوا اليمن وسببوا بدمارها، فلا وجود لما يسمى بسلطة لدولة وهمية هلامية تسمى بدولة الشرعية اليمنية، فلا حاضنة شعبية يمتلمونها، ولاقوات مسلحة ولا أجهزة أمنية بحوزتهم، لا أرض ولاشعب،ولاسيادة، ومايسمى بالحكومة هي وهمية، فلا وجود لها في عدن وما يسمى باقصر الرئاسي في عدن، يقع تحت حماية مجموعة من سرايا الجيش والمخابرات السعودية.
الواقع الحقيقي في المحافظات اليمنية الجنوبية، هو سيطرة بالتقاسم بين النظامين السعودي والإماراتي، على المطارات والموانىء والمعسكرات والطرقات و على حقول النفط والغاز، وكل المرافق الإقتصادية والعسكرية وغيرها من المرافق.
الجيش الإمارتي مسيطر على محافظات: عدن ولجج وأبين وشبوة وساحل حضرموت، وجزر سقطرة وميون وزقر، وغيرها من الجزر اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن، اليوم أضيفت إليه بقية محافظة حضرموت ومحافظة المهرة، النظام الإماراتي مسيطر بشكل عسكري مباشر، بواسطة قواعد عسكرية تضم في داخلها ضباط وجنود وضباط مخابرات إماراتيون، ومسيطرون بطريقة غير مباشرة، عبر الوكلاء والعملاء والمرتزقة من النخب والأحزمة الإنفصالية، التي كونوها ودعموها.
السعودية وهي عرابة العدوان على اليمن، لها وجود عسكري مباشر في عدد من الموقع الهامة،ولهت وجود عبر مليشيات حزب الإصلاح ومجاميع علي محسن الأحمر العسكرية في مدينة مأرب وبعض من مدينة ومديريات محافظة تعز وفي وادي حضرموت ومحافظة المهرة،لكن وربما مع ضغط قيادة صنعاء على النظام السعودي للدخول في مرحلة السلام، خاصة بعد وقف العدوان الصهيوني على غزة، ربما فضل النظام السعودي الإنسحاب من اليمن بطريقة هادئة ودون أن يتم ذلك تحت الضعط اليمني، وتسليم مواقعها للإمارات وأتباعهم من المرتزقة والخونة والعملاء، الإنسحاب السعودي من المحافظات اليمنية الجنوبية وتسليمها للإمارات، ماكان له أن يحدث لولا وصول القيادة السعودية إلى قناعة تامة، فرضها الواقع العسكري والسياسي والشعبي القوي، الذي أصبحت تتمتع به قيادة صنعاء خلال الأربع السنوات الماضية، من بعد الهدنة اليمنية السعودية التي تمت في شهر نيسان /ابريل عام 2022، في أنه مامن بد من جلوس النظام السعودي، على طاولة المفاوضات مع قيادة صنعاء، للخروج من واقع اللاحرب واللاسلم، فربما الخروج السعودي من الساحة اليمنية هو تمهيداً لدخول النظام السعودي في مرحلة مفاوضات جدية تتطلبها إستحقاقات السلام مع القيادة اليمنية في صنعاء، التي أصبحت تتمتع بموقف عسكري وسياسي وشعبي قوي، لاطاقة للنظام السعودي فيه من المواجهة العسكرية مع اليمن،وهي التي خرجت عام 2022 مهزومة مع تحالفها الدولي ضد اليمن، وأنقذتها الوساطة العمانية من هزيمة ساحقة وخسارة بالغة في إقتصادها الوطني، جراء الضربات اليمنية الموجعة، خروج النظام السعودي من الساحة اليمنية نتج عنه تخليها عن أدواتها ومرتزقتها خاصة حزب الإصلاح ومليشياته، وسوف يأتي الدور على الوجود الإصلاحي في مدينتي تعز ومأرب بنفس السيناريوهات.
مايحدث في المحافظات اليمنية الجنوبية المحتلة هو خروج سعودي ناعم، وسوف تخرج الإمارات في وقت لاحق وسوف تتخلى عن أذرعها ومرتزقتها كما تخلت السعودية عن مرتزقتها، ربما هناك مخططات أمريكية وسعودية، للزج بقيادة وجيش صنعاء في الإحداث الحاصلة بمحافظة حضرموت، وهناك صور ذات تأثير تعمدت المخابرات الأمريكية والسعودية نشرها وهي إهانة العلم الوطني لدولة الجمهورية اليمنية كماحدث في حضرموت بعد إستلام مرنزقة الإمارات لمواقع مرتزقة السعودية، تلك الصورة ليست عفوية بل مقصودة وخلفها أهداف ذات صلة، تقف خلفها أجهزة المخابرات الأمريكية والسعودية، بهدف إثارة العواطف والغضب الرسمي. والشعبي في المحافظات التي تقع تحت سيطرة قيادة صنعاء، حتى يندفعوا للدخول في المعركة، والزج بقوات الجيش في معركة حضرموت، لكن لم تحدث أية مواجهات عسكريّة في حضرموت بين مرتزقة السعودية ويين مرتزقة الإمارات، ماتم هو دور تسليم وإستلام.
قيدة صنعاء لديها من الوعي والبصيرة مايجعلها مستوعبة لخيوط اللعبة والمؤامرات الخبيثة المعادية،ولم يكن الصمت الذي إتسمت به قيادة صنعاء خلال الأيام القليلة الماضية منذ بداية الأحداث في حضرموت، غير موقف مسؤول ودراية وإستيعاب لخيوط اللعبة، والتعامل معها بمسؤولية تقرأ الأحداث بطرق الوعي والبصيرة، نذكر بالأحداث في محافظات عدن ولجج وأبين في بداية العدوان عام 2015، حيث كان الجيش واللجان الشعبية التابعون لقيادة صنعاء، يسيطرون على محافظات عدن ولحج وأبين، وفرضوا فيهن الأمن والإستقرار، وحافظوا على كرامة المواطن في تلك المحافظات، لكن عندما إشتد قصف العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني الإماراتي الدولي على اليمن في العام الأول من العدوان، حدث قصف شديد ومركز على مواقع قوات الجيش واللجان الشعبية في عدن ولحج وأبين، ودخول قوات سعودية وإماراتية إلى مدينة عدن، وكيف تم إستقبالهم بحفاوة وترحاب من قبل سكان عدن المغرر بهم ، وياللأسف في وسط تلك الحملة العسكرية الظالمة والمركزة إستغل ضعفاء النفوس والخونة ومجاميع الإخوان المسلمين(أتباع حزب الإصلاح) وأتباع دعاة الإنفصال في مدينةعدن، وقاموا بعمليات غادرة وطعنات من الخلف، ضد الجيش واللجان الشعبية، وقطعوا أمامهم الطرقات وعملوا الكمائن، وتعاونوا مع العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، وذلك برفع الإحداثيات والبلاغات عن أماكن تواجد المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية، وعملوا جرائم فضيعة يندى لها الجبين راح ضحيتها مئات الشهداء، من ضباط وجنود ومجاهدي الجيش واللجان الشعبية.
مايحدث في حضرموت هو تبادل أدوار بين أطراف الإحتلال، وقيادتنا وجيشنا يكفيهم الدروس والعبر من الذي حدث لهم من خيانة وغدر في عدن ولحج وأبين في بداية العدوان.
من كان يرفع علم الجمهورية اليمنية في حضرموت ومدينة مأرب، هم نفس من كان يرفع علم دعاة الإنفصال في عدن ولحج وأبين وسقطرة، ومن كان يرفع علم الجمهورية اليمنية في وادي حضرموت ومدينة مأرب، هم الإخوان المسلمين من حزب الإصلاح ومليشيات الخائن علي محسن الأحمر، فهم أشد خبثاً ولؤماً وعداوة وأكثر عمالة وخيانة، لأنه تحت سواري تلك الأعلام، كان جنود ومليشيات الخونة يستلمون المرتبات بالريال السعودي، يستلموها من ضباط مخابرات سعوديين، وياللأسف تم إستقبال تحت تلك الأعلام ضباط وخبراء من المخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني، للتآمر على اليمن وعلي قيادة صنعاء، وتحت ذلك العلم في سجون مأرب ومدينة تعز، كان الخونة والعملاء والمرتزقة، من عناصر حزب الإصلاح الإخواني يمارسون أبشع أنواع التعذيب ضد الأسرى والمخطوفين من أبناء المحافظات التي لاتقع تحت سيطرتهم، لم يكن حملهم للأعلام الوطنية في وادي حضرموت وفي مدينة مأرب، غير مكر وخداع وتمويه ونفاق، فهم يقعون تحت الإحتلال وتحت الأعلام الأمريكية والصهيونية والسعودية والإماراتية، لأن المحافظات الجنوبية تقع تحت الإحتلال من عام 2015.
فلايهمنا رفعوا علم الجمهورية اليمنية أو رفعوا علم دعاة الإنفصال في المناطق المحتلة، كلا الأمر سيان ولا فرق بينهما، ولانكترث بمايحدث في حضرموت وفي المهرة، ولانعير له أي إهتمام، لأن الإحتلال لن يدوم وما يصح إلا الصحيح.
نعم مخططات العدوان الأمريكي الصهيوني يريدوا اللعب بعواطف شعبنا اليمني الوحدوية، وبعواطف قيادتنا في صنعاء، حتى نندفع للدخول في المسرحية الهزلية التي تحدث في حضرموت، لكن بعيد عليهم جرنا إلى المصائد والأفخاخ، يكفينا دروس ماحدث لجيشنا ولجاننا الشعبية في عدن ولحج وأبين في بداية العدوان من غدر وخيانة.
فلاخوف على وحدة اليمن مهما عبثوا ولعبوا وتبادلوا الأدوار، فسوف يأتي اليوم الذي ينتهي فيه العدوان والإحتلال، وقيادتنا سوف تفرض ذلك اليوم بخيار السلم أو بخيار الحرب، لن نوجه صواريخنا وطائراتنا المسيرة، لا إلى حضرموت ولا إلى مأرب، بل سوف يأتي الوقت لتوجيهها نحو الرياض وأبو ظبي وجدة ودبي، فهناك يكمن الداء ومن صنعاء يأتي الدواء بالكي أو بالبتر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار